أليس للشعب الفلسطيني أصدقاء كأصدقاء الشعب السوري؟؟؟

الكاتب كمال شريقي • ٢٠ أكتوبر ٢٠٢٣

في شباط من العام 2012 اجتمع ما يزيد عن سبعين دولة في تونس للتضامن مع الشعب السوري. وبعد فترة وجيزة اجتمعوا مرة ثانية في استانبول ووصل العدد الى خمس وسبعين دولة ، ليلي ذلك أكبر عملية تحشيد وتجنيد للمقاتلين الاسلاميين في العصر الحديث، من مشارق الأرض ومغاربها، وتسليحهم وتدريبهم وتوجيههم الى جبهات القتال في سورية في عملية كلفت مئات المليارات من الدولارات. كان الاعلام يعيش حالة من الهستيريا في محاولة لتأجيج الصراع كما لو أن العالم كان يشهد واحدة من معاركه الكبرى، وكان التنافس بين الدول على أشده فيمن يستطيع أن يساهم بدرجة أكبر في دعم المجهود الحربي لكسر سورية. وحتى حماس جرفتها الحمى وانزلقت في مراحل الصراع الأولى لدعم الثورة الوهابية قبل أن تعي فيما بعد، بتأثير من ايران وحزب الله، أنها ضلت الطريق فانسحبت من المشهد بعدما رأت الوجهة الكارثية التي تتخذها الأحداث. 
إن لم يكن في التأييد الغربي المطلق لاسرائيل في وحشيتها وجرائمها في غزة من جديد، فما يستوجب الانتباه هو التخاذل العربي والاسلامي المذهل مقابل الحماس والبسالة منقطعي النظير في الحرب السورية. على المستويين الرسمي والشعبي كانت المنطقة العربية فيما يشبه القيامة في الحرب السورية. أما الآن فحتى الدول الصديقة لاسرائيل لا تستطيع أن تحمي المدنيين الأبرياء من آلة الحرب الجهنمية!!! والخزائن التي فتحت وقدمت عشرات المليارات من الدولارات لإزكاء الحرب السورية وتمويل العصابات التكفيرية المجرمة، لا يفكر القيمون عليها بإرسال الغذاء والأدوية لمعذبي غزة الأبرياء، عدا عن إرسال السلاح لهم للدفاع عن أنفسهم ضد الوحش الصهيوني. 
لابد للمراقب المتابع للأحداث من التساؤل: أين تلك المنابر والخطباء الذين كانوا يدعون ليل نهار للجهاد؟ أليس هناك أمثال للقرضاوي والعريفي وراشد الغنوشي ممن يمكن أن يدعون لقتال الصهاينة بدلاً من قتال السوريين؟؟؟ أليس هناك أمثال لعبد الله المحيسني وفهد العجمي وأبو عمر الشيشاني والمناضل "الأممي" البريطاني جون السياف لدى داعش؟؟؟ أين هو الأب باولو؟؟ أين اختفت قوافل الانتحاريين السعوديين الذين جاؤوا للجهاد في سورية والعراق؟؟؟
أليس هناك من زعيم عربي أو مسلم يقول لبيكِ يا غزة، كما قال محمد مرسي لبيكِ يا سورية؟؟؟ 
أين هو الخليفة رجب أردوغان مما يجري؟ هل يفكر مثلاً بتوجيه جبهة النصرة أو الحزب الإسلامي التركستاني لنصرة إخوانه في غزة؟؟ أم يفكر بتجنيد أفواج جديدة من الايغور من أجل المسجد الأقصى؟؟؟  
وفي النهاية، هل الجهاد ضد السوريين والعراقيين حلال وضد اليهود حرام؟؟؟  
هذه أسئلة ليست للعتب ولا لنبش دفاتر الماضي، بل لمعرفة مبلغ الضياع الذي جرفنا كشعوب وأنظمة عربية وإسلامية!! 
ما جعل العرب يهبون للمشاركة في الحرب السورية، ويتخاذلون عن نصرة غزة، هو أنهم لا يعبدون الله كما يزعمون، بل لأنهم عبيد لأمريكا التي يسعون لرضاها فيبذلون ما لديهم من أجل كسب رضاها ويتخاذلون عن نصرة الحق الفلسطيني خشية من سخطها!!! 
غزة بلا أصدقاء بين عبيد أمريكا. وحدهم أعداء أمريكا يجرؤون أن يقولوا لها لا!!! 
غزة هي عهر الغرب وعار العرب والمسلمين!!!