التنمية المستدامة وتوظيف خريجي إدارة المعلومات في مقابلة مع الدكتورة أمل قشور الجزء 3/2

لينا وهب • ١٨ يونيو ٢٠٢٣

للتنمية المستدامة أولوية في نهوض البلدان، ولذلك من أوجب الواجبات مشاركة جميع أهل الفكر والعلم والثقافة والمعرفة للإسهام فيها. وفي هذا الموضوع، يعنى إختصاص إدارة المعلومات بالدرجة الأولى في إيصال المعرفة لمن يطلبها، وهو على ذلك لا شك بأنه اليد الخفية في التنمية المستدامة. ولذا اهتم موقع لبنان الحدث بأن يكون الجزء الثاني من المقابلة مع رئيسة قسم إدارة المعلومات في الجامعة اللبنانية لتسليط الضوء على دور إختصاصيي المعلومات في تحقيق التنمية المستدامة، ودور الجامعة اللبنانية في الإسهام بتوظيف خريجيها وخصوصًا باختصاص إدارة المعلومات.
في هذا السياق، تقول الدكتورة أمل قشور في هذا المضمار، بأن المكتبات حاولت جاهدةً من خلال الجمعيات المهنية، والمكتبات الجامعية، والمكتبات العامة، إيجاد مكانة لها ضمن أجندة التنمية المستدامة، تحديدًا ضمن أجندة الأمم المتحدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، فهي سعت لهذا الموضوع ولم تغفل عنه. وتسهب الدكتورة قشور بأن هذه المساعي لم تذهب سدىً وبالفعل استطاعوا أن يحظوا بمكانة لأنفسهم وعملوا بذلك الإتجاه. وتتابع " عملت المكتبات وعملنا من خلال ورش عمل كثيرة لتحقيق التنمية المستدامة، وذلك من خلال تأمين الوصول الحر للمعلومات، وإحراز المساواة بتقديم المعلومات لجميع الأشخاص، وهذه واحدة من وظيفة المكتبات اليوم".وتشرح "إن تقديم المعلومات لجميع الأشخاص بالتساوي دون تمييز، أو تفرقة بين الأشخاص، سواء في الجنس أو اللغة أو الفئات العمرية يعتبر تحقيقًا لهدف من أهداف التنمية المستدامة في أجندة الأمم المتحدة 2030 وهو المساواة" .
وتضيف بأن المكتبيين أو اختصاصيي المعلومات استاطاعوا أيضاً من تحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال المكتبات الخضراء، و العمل على تمكين المرأة من خلال برامج وأنشطة المكتبات المختلفة، وخصوصًا تمكين المرأة بالشؤون السياسية والثقافية، بالإضافة إلى توفير فرص التعليم لها لتطوير مهاراتها، وكل ما سبق تمّ العمل عليه محليًا في لبنان، أمّا على الصعيد العالمي فتجارب وأنشطة المكتبات وإداريو المعلومات لتحقيق التمية المستدامة كثيرة.
أمّا بالنسبة للتعاون بين كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية والقطاع الخاص لتوظيف الخريجين، تؤكد الدكتورة أمل قشور عن وجود هذا التعاون بدليل أن كثير من مؤسسات القطاع الخاص تتواصل مع الجامعة عند الحاجة لتوظيف إختصاصيين، فيتم الطلب إمّا من المدير، أو من الأساتذة بشكل شخصي فور الحاجة إلى موظفين متخصصين وقبيل الإعلان عن الوظائف. وتشير إلى العلاقات الجيدّة بينهم وبين مؤسسات القطاع الخاص التي أتاحت التدريب بالمؤسسات. وتكشف عن توسيع دائرة التدريب على نطاق المؤسسات مما يزيد من سبل التعاون ويفسح المجال للخريجين لإظهار مهاراتهم. وتلفت بأن هذا العام ترك الطلاب بصمة إيجابية في كثير من المؤسسات التي تلقوا التدريب فيها، سواء بالسفارة الفرنسية أو أيوبي أو غيرها، من خلال عملهم في المكتبة، والأرشيف والرقمنة، وغير ذلك.
أمّا بالنسبة للتنسيق مع وزارة التربية بموضوع التوظيف، فنفت الدكتورة قشور من وجود أي تنسيق مع وزارة التربية بخصوص المكتبات، على الرغم من المساعي التي اتخذت سابقًا نحو هذا الإتجاه، كأن تفرض وزارة التربية وجود مكتبة يديرها متخصصون في كل مدرسة ، غير أن حتى الساعة لا يوجد شيء من هذا القبيل، بحيث أنه في بعض المدارس إن توفر فيها مكتبة فإن تعيين غير المتخصصين لإدارتها يجعلها دون المستوى المطلوب. وبخلاف ذلك توضح الدكتورة قشور إلى وجود مكتبات مدرسية التزمت بمعايير جودة المكتبات في تعيين المتخصصين ومنها مدارس جمعية المبرات الخيرية التي وظفت خريجين من الجامعة اللبنانية، وكذلك فعلت العديد من المدارس.
يتبع...