الزواج المثالي للأسرة المثالية

لينا وهب • ٦ يوليو ٢٠٢٣

لن أتكلم في هذا المقال عن الحبّ ، ولن أهدر وقتي ووقتكم بالحديث عن مشاكل المتزوجين أو علاقاتهم الخاصة، فليس من شأن أي صاحب شأن التدخل في الحياة الزوجية لأيّ كان و التطفل عليها بما لا يعنيه، ولكن ما سأتكلم عنه ينفع في حال رغب أحدهم العيش بسعادة وراحة بال بعيدًا عن المناكفات المرهقة. 

 هنا الحديث ليس عن الاستثناءات من الذين وقع عليهم الظلم نتيجة زواج غير موفق من رجل سوء أو إمرأة غابرة، بل الحديث موجه لمن ارتبطوا عن حب أو تفاهم أو قواسم مشتركة، فإنه في الأكثر الأعم للزواج طوق نجاة دائم متاح لمن يدرك ويفهم ويعرف أهمية وقداسة المؤسّسة الزوجية. 

ليس من الفلسفشلة في شيء، القول بأن الزواج المستقر يكفيه أن يتمتّع فيه أحد الزوجين بالحكمة والقدرة على إدارة الذات في اللحظات الحاسمة التي تتطلب موقفًا مجبولاً بالصبر والحلم والتضحية بالمقدار الّذي يستطيع من خلاله التفضل على مؤسسة الأسرة لتبقى متماسكة الجذور. فقدرة أحدهما أو كلاهما على استشراف مستقبلهما ومستقبل الأولاده والأحفاد، بعيدًا عن الأنانية الأحادية التي غالبًا لن تنفع صاحبها ولن تبلغه السعادة التي تسوّلها النفس الأمارة بالسوء خارج كنف الأسرة المتماسكة، عنصر مهم وعامل قوي في الحفاظ على زواج مستقر وأسرة متوازنة نفسيًا ومتماسكة نحو مجتمع متماسك.

أمّا عندما يقع أي خلاف، أيّ في أسوء المحطات الزوجية والتي لا تكاد أن تخلو حياة زوجية منها، فإن كان من نصيحة يجب أن تقدّم بهذا الشأن لكلّ من الزوجة والزوج، فإنّ أفضل نصيحة لهما هو اتباع قاعدة الميزان ذو الكفين، بحيث يتم التفكير مليًّا بجميع التفاصيل والمواقف والمحطات الزوجية، بتجرد عن حالة الخلاف العابرة، بحسنات وسيئات شريك الحياة، فإن غلبت كفة الحسنات من حيث القوة والفائدة ومقدار الحاجة إليها كفة السيئات بغض النظر عن كثرتها أو قلتها فإنه من الواجب الأوجب المحافظة على ذلك الزواج والأسرة وبنية المجتمع المترابط.