للمرأة رفاهية العمل والإنفاق على أبنائها وزوجها بحرية تامة، فهذا أمر اختياري جدًّا إلا في بعض الاستثناءات حيث الظروف القاهرة تجعل تكليفها كتكليف الرجل وهذا مبحث آخر بعيد عن موضوع هذا المقال.
ولكن ما إن قررت كأنثى أن أفكر بصفات الرجل العظيم يتبادر إلى ذهني والدي الذي لم يتوان عن بذل عرق جبينه من ساعات الصباح الأولى وحتى وقت متأخر من الليل في تأمين قوت يومنا وحمايتنا في بيت يأوينا من حر الصيف وبرد الشتاء وما بينهما وفيهما من مخاطر خارج سور المنزل العظيم الذي تكبد أبي العناء ليوفر لنا العيش تحت سقفه بعز وكرامة وأمن وأمان وفي جو عائلي دافئ. ثم لم يكن ذلك وحسب كان على أبي دومًا أن يكون البطل الخارق عند تأمين الأقساط المدرسية الطائلة والمخصصات المالية للإستشفاء والطبابة، فليس بالأمر السهل توفير ذلك بالإضافة إلى أفضل التعليم والطعام والشراب واللباس والنزهات الإسبوعية والصيفية المميزة للترفيه عنا وشحن النفوس بالطاقة الإيجابية في جو يسوده الوئام والمحبة والاحترام والتقدير، فكما يقول المثل الشعبي "المال لا يقطف عن الشجرة“، فتكليف الإنفاق الذي يتحمله الأب يحتاج إلى كثير من الصبر يرافقه كثير من العمل وكثير من تحمل الضغوطات في العمل.
وبعد ذلك كلّه يأتي الأب المنهك من عمله لا يريد من أبنائه شيئًا سوى أن يراهم بخير لتزول عنه هموم الدنيا وما فيها. فيعطف عليهم صغارًا كانوا أم كبارًا ويظل سندًا لهم أبد الآبدين وإن تزوج كل منهم، فهو دائمًا على جهوزية لحمايتهم ودعمهم في أي أمر .
وحال أبي كحال زوجي وجميع الأباء العظماء، فهو حال الرجال العظماء الذين يستحقون كلمة شكر عربون محبة وتقدير في عيد الأب، فكل عام وأنتم بخير أيّها الرجال العظماء وأخص بالذكر أبي وأب أولادي.