Blog Layout

بين التسطيح والتنوير كفيل

الصحافية ليناوهب • ٢٧ مايو ٢٠٢٣

إنه لأمر مستفز أن ينشغل عامة الناس بمواضيع جدلية لا خير في جعلها حديث الساعة على وسائل التواصل الاجتماعي. فما هَمّ النخب في المجتمع بمن تخلع ثيابها أو حجابها ومن تأبى إلا الاحتشام. 
منذ متى تجد السخافة طريقها إلى التداول والجدال على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، أم أن هناك داعما لها لتصبح حديث الناس ، قابلة للتداول والنقاش كوجهة نظر وقضية، لتتحول إلى الشغل الشاغل لمحبي المواضيع الجدلية. بغض النظر عن كونها مواضيع شخصية أو سطحية إلا أنها غالبًا ما تحظى بمتابعات عالية واهتمام كبير من رياديي منصات وسائل التواصل الاجتماعي، في حين أن المواضيع الثقافية والمعرفية يتيمة التمويل والتقدير وأقل حظوة من السخافة في التداول، فمهما بلغت المواضيع التنويرية من الرقي مبلغها غالبا ما تبقى كاليتيم بلا كفيل.
فلنضرب صفحًا بأنه لا عتب على الجيل الجديد الذي ترعرع والهواتف الذكية بين يديه منذ أن أبصرت عيناه الحياة، التي لا يفقها عنها سوى الهزل واللهو الذي يتصفحه على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى التطبيقات المختلفة المتصلة بالإنترنت، ولكن ما بال البعض من جيل الثمانينات والسبعينات والستينات وحتى الخمسينات يساقون نحو هذه المثالب الإلكترونية بدلاً من نشر الوعي الجماعي والمعارف ودعم المهارات الشبابية وتحفيز الإبداع الكامن في أعماقهم ليطفو إلى الخارج ويطغى على السفاهة! لما لا تحل عدوى الإبداع مكان عدوى التفاهة!
فلا بد بهذا المضمار أن تتخذ وزارة التربية دورًا تربويًا جديدا أعمق من ذلك التقليدي الذي عفا عليه الزمن، فالتطور الرقمي يتطلب دورًا تربويًا موائمًا لضبط إنفتاح القاصرين على عالم الإنترنت وما فيه، بالتعاون مع وزارة الداخلية ووزارة الثقافة لفرض قيود على المواد المنشورة ولنشر التوعية بما يتناسب مع المصلحة العامة للناس، وبما يحفظ الأمن المجتمعي من الإنحدار الفكري والأخلاقي والثقافي والمعرفي والإبداعي.

Share by: