الصحافي عباس بدر الدين ( 1938 م – التغييب 1978 م ) اخ الامام الصدر في مساره ومصيره.
كانت ولادة الصحافي عباس بدر الدين في مدينة النبطية في حي يسمى حي البياض ، والدته السيدة ليزا بدرالدين ، و زوجته زهرة موسى يزبك وقد عقد قرانهما الامام السيد موسى الصدر في مدينة صور ، وكانت ثمرة زواجهما ثلاثة اولاد ، تدرج في الدراسة الى حين نيله إجازة في الآداب ( الادب العربي ) من الجامعة اليسوعية .
عاش معاناة فقد الاحبة عندما توفي والده وهو في الرابعة عشر من العمر ، ولكنه تابع طريقه في الحياة بعزم راسخ ، وانطبعت شخصيته بطابع اجتماعي ، فقد كان اجتماعيا بامتياز ، ولهذا اختار ان يكون صحافيا ، وبالفعل شق طريقه في عالم الصحافة متنقلا بين المطبوعات اللبنانية ، وقد لمع اسمه في عالم الصحافة وحظي بدعم وتشجيع نقيب الصحافة الاسبق رياض طه ، ونقيب الصحافة السابق محمد البعلبكي ، ونقيب المحررين السابق ملحم كرم ، ومن المجلات والجرائد التي عمل بها جريدة الخواطر ، ومجلة الاحد ، وجريدة السياسة ، وجريدة المحرر ، ووكالة انباء الشرق ، وتتوجت جهوده الصحافية بتاسيسه ( وكالة اخبار لبنان ) كوكتلة اعلامية خاصة به وذلك في العام 1959 م ، وفد استطاع تاسيس هذه الوكالة بتشجيع من الرئيس تقي الدين الصلح كما ذكروا ، وبدعم من ناحية الترخيص من الرئيس الراحل رشيد كرامي الذي كان كما ذكروا صديقا مقربا جدا من الصحافي عباس بدر الدين .
كانت علاقة الصحافي عباس بدر الدين بالامام السيد موسى الصدر علاقة وطيدة ومتينة منذ العام 1961 م كما ذكروا ، وقد حظي باعجاب الامام الصدر لما عاينه منه من نشاط حيوي وحركي لاسيما علاقاته الاجتماعية التي كانت بمثابة شبكة علاقات موزعة ومتشعبة ومتنوعة ، بحيث انها كانت مفيدة جدا في رفد مشروع الامام الصدر الانساني والوطني ، ولهذا السبب كانت مكانة الصحافي عباس بدر الدين عند الامام الصدر هي مكانة المستشار المعتمد في الحل والترحال وبالاخص في الجولات الخارجية ولهذا السبب وقع الاختيار عليه في الرحلة الليبية الاخيرة .
لقد كان الصحافي عباس بدر الدين شغوفا جدا بمهنة الصحافة والاعلام الى درجة انه باارغم من مساهمته في تاسيس المجلس الاسلامي الاعلى ، وبالرغم من نجاحه في اول انتخابات المجلس ، وبالرغم من نيله اغلب الاصوات كمرشح لمنصب امين عام المجلس الا انه طلب من احد الزملاء إشغال المنصب بدلا عنه للتفرغ لمهنة الاعلام والصحافة ، ومن الجدير بالذكر ان الصحافي عباس بدر الدين ساهم ايضا في تاسيس اول مجلس عام لحركة المحرومين عام 1974 ميلادي .
ذكرنا ان الامام الصدر كان يصطحبه في جولاته الخارجية ، وكانت اخر رحلة مع الامام موسى الصدر والعلامة الشيخ محمد يعقوب الى ليبيا عام 1978 ميلادي وهناك انقطعت الاخبار وفي 31 اب من العام المذكور كان التغييب القسري