أبرز ما تناولته الصحف اليوم

Lebanon AlHadath • ١٩ يونيو ٢٠٢٤


كتبت النهار

شكلت محطة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في بيروت "نافذة أمل" يمكن البناء عليها حيال إمكان التوصّل الى وقف إطلاق النار في جبهة الجنوب شرط تلازم هذا الأمر في غزة وإن حمل كلامه نداءً تحذيرياً أخيراً. ويبني الجانب اللبناني موقفه هنا على حصيلة ما حمله المستشار في البيت الأبيض من إسرائيل وخصوصاً من رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو.

وهذا ما كان يعوّل عليه الرئيس نبيه بري الذي وصلته إشارات إيجابية قبل بدء الرجل جولته اللبنانية فبدا مرتاحا.. ولكن. وعكس هوكشتاين أمام بري أن "حماس" لم تدلِ بكلمتها النهائية حيال الاقتراح الأميركي وظهر كأنه يحمّلها المسؤولية مع تغاضيه عن إسرائيل. وفي المعلومات، أنه طلب من قطر ومصر ممارسة الضغط عليها لتقديم تنازلات أكثر.

ويحرص رئيس المجلس على إبقاء مضمون ما دار بينهما مكتوماً ولو أن هوكشتاين لم ينقل تهديداً من إسرائيل بحسب ما ذكرت الصحافة العبرية. وسمع بالطبع الكلام المناسب من بري الذي يعبّر عن المصلحة اللبنانية "ولم نكن نتسلى".

ولم يفاتح هوكشتاين بري بالكلام الذي تردّد أنه يطلب من "حزب الله" ممارسة ضغوط على "حماس" ليظهر في موقع المتعهّد لإخراج اقتراح التهدئة وليس يحيى السنوار.

وإن لم يتمكن هوكشتاين الذي أصبحت مهمته حاجة إسرائيلية ولبنانية في آن واحد من وقف إطلاق النار وتبادل الضربات فإنه سيعمل على الأقل على "تبريد" جبهة الجنوب قدر الإمكان وعدم تدهور الوضع في الميدان الى مواجهة شاملة بين الطرفين على وقع التهديدات المتبادلة بينهما مع تشديد إسرائيل على إحداث منطقة عازلة على الحدود وإبعاد الوحدات العسكرية لـ"حزب الله" من هذه المساحة. وما يريده نتنياهو هنا هو تحقيق انتصار على الأقل من الناحية النفسية ليظهر أمام جمهوره وسكان المستوطنات في الشمال أنه نجح في هذه النقطة الحساسة التي يرفضها الحزب في الأصل، ولا سيما بعد تكيّفه مع الجبهة على مدار أكثر من ثمانية أشهر.

وفي خضم التهديدات الإسرائيلية يأمل الجانب اللبناني المواكب لحركة هوكشتاين أن يكون تمكن من تحقيق خروق في تل أبيب لدى المؤسستين السياسية والأمنية.

وتقول هذه المصادر إنها تلقت إشارات إيجابية من فريق هوكشتاين قبل حضوره الى لبنان وأنه يعمل على تحقيق خروق لدى المؤسستين الأمنية والسياسية في تل أبيب.

وسيعمل على متابعة المهمة التي يقوم بها وزير خارجية بلاده أنطوني بلينكن. وثمة من يعتقد ويعرف موقع الرجلين في الإدارة الأميركية، أن هوكشتاين يستطيع تحقيق مخارج بين إسرائيل ولبنان أكثر من بلينكن مع التوقف عند الموقع الذي يحتله في الدائرة الضيّقة عند الرئيس جو بايدن. وإن كان المعنيّون في لبنان ينتظرون هوكشتاين وفي مقدّمهم "حزب الله" فإن الأخير في المقابل لن يهلل لهذه الزيارة لأنه يعتبر واشنطن الشريك الأول والمساند لإسرائيل في عدوانها ضد الفلسطينيين في غزة ولو أنها تحاول تحييد لبنان عن مواجهة شاملة، لأنه في حال وقوعها فإن عواقبها سترتدّ على الجميع. ولا يزال الحزب على لازمته منذ اليوم الأول وهي تثبيت وقف إطلاق النار في غزة على أن ينسحب هذا المعطى الإيجابي على جبهة جنوب لبنان. ولذلك لا يعارض حضور هوكشتاين لأنه يدرك أن المفاوضات اللبنانية غير المباشرة مع إسرائيل لن تحصل من دون المرور بالقناة الأميركية. ومن غير المفاجئ هنا القول إن "تناغماً" ما يدور بين واشنطن والحزب قد يؤدّي الى تبريد الأجواء في الجنوب شرط أن يقلع نتنياهو عن تلويحه بمفتاح الحرب الشاملة وهو في حوزته إذا قرّر اتخاذ مثل هذه الخطوة التي لن ينحصر شعاعها في حدود لبنان وإسرائيل.

يبقى الحزب المعنيّ الأول بما حمله هوكشتاين في جعبته. ولا تشاء قيادته الرد على أي استفسارات حيال ما سيحصل في اليوم التالي. ويعمل على تقديم أجوبة حاسمة للأميركي والإسرائيلي قبل وقف إطلاق النار في الجنوب والتأكد من سريان هذا الأمر في غزة. وثمة نقطتان يركز الحزب عليهما حيث لا يرى رغم كل التهديدات الإسرائيلية التي نقلها هوكشتاين أن إسرائيل في وضع جيد يمكّنها من شن حرب شاملة ضد الحزب ولبنان. وتبقى المسألة الثانية التي يضعها في خانة "المستحيل" هي القبول بمنطقة عازلة بناءً على طلب تل أبيب زائد دعوتها الى انسحاب الحزب الى ما بعد نهر الليطاني. ورغم كل اطمئنان الحزب إلى قدراته العسكرية لا يغيب احتمال إقدام نتنياهو على شنّ حرب مفتوحة وكبيرة ضد لبنان "وسنكون له بالمرصاد". وفي موازاة ما يقوم به هوكشتاين على مستوى غزة وإسرائيل ولبنان، فإنه يعمل في المقابل على تسجيل أهداف أخرى تخصّ إدارته في البيت الأبيض يعمل على استثمارها في الحملة الرئاسية لبايدن. ولذلك يعمل على تحقيق الآتي:

- الإسراع في تحقيق التهدئة الأمنية في غزة والمساهمة في الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين وما يهمه أولاً من يحمل منهم الجنسية الأميركية بغية استثمار الحزب الديموقراطي صورة الإفراج عنهم في حملته الانتخابية.

- التوصّل الى تهدئة طويلة في الجنوب بين إسرائيل و"حزب الله". 

- يبقى الهدف الآخر عند الديموقراطيين إذا نجحوا في تحقيق ما يخطّطون له في الأراضي الفلسطينية وجنوب لبنان التوصّل الى تحقيق مشروع التطبيع بين إسرائيل والسعودية. وفي رأي جهات سياسية على تواصل مع أصحاب القرار لدى الديبلوماسية الأميركية، إن تحقيق الديموقراطيين هذه النقاط كلها يثبّت بايدن في البيت الأبيض.




المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها


سياسة على الغلاف الأخبار الأربعاء 19 حزيران 2024

 المقاومة تعرض على العدو بنك أهدافها مسبقاً: قادرون على ضرب بُناكم المدنية والصناعية والعسكرية والتجارية


لم يكد الموفد الأميركي عاموس هوكشتين يغادر بيروت، حتى نشرت المقاومة الإسلامية شريط فيديو «هو الأكثر خطورة» بحسب وسائل إعلام العدو. وعلى مدى عشر دقائق، عرضت المقاومة مقاطع مختارة من صور جوية «حديثة جداً» جمعتها طائرات من نوع «الهدهد» الاستطلاعية، التي يمكنها العمل براحة لوقت طويل ضمن مساحة واسعة، وهي مزوّدة بكاميرات متطورة قادرة على التقاط صور ثابتة وأخرى متحركة، وبثّها مباشرة إلى غرفة الإدارة والتحكّم الخاصة بها.واختارت المقاومة عرض جزء يخص منطقة حيفا، وقدّمت شرحاً مفصلاً لما تحويه من تجمعات سكنية ومراكز صناعية وتجارية وعسكرية، إلى جانب منطقة الميناء التي تضم المرفأ المدني وقاعدة عسكرية لوحدة «شيطيت» التي تدير زوارق قتالية متطورة، وتوجد قاعدة مماثلة لها في ميناء أسدود جنوب تل أبيب. وقدّمت المقاومة في العرض شروحات حول عدد السكان وفصّلت المراكز الصناعية والتجارية، إضافة إلى أماكن تموضع منظومات الدفاع الجوي الخاصة بالقبة الحديدية ومقلاع داوود، وأماكن تموضع الرادارات الخاصة برصد المقذوفات الآتية من الجهات المعادية، إضافة إلى مواقع سريّة، منها المنطقة الصناعية العسكرية التابعة لشركة «رفائيل» ويجري فيها تصنيع وتجميع مكوّنات أنظمة الدفاع الجوي خصوصاً القبة الحديدية. كما وثّق الفيديو سفناً حربية تابعة لجيش العدو منها «ساعر» 4.5 و 5 و 6، وسفينة دعم لوجستي «باتيام»، وزوارق «ديفورا»، إضافة إلى منطقة ميناء حيفا: رصيف الكرمل - رصيف مزراحي - محطة كهرباء حيفا - خزانات مواد كيميائية، منشآت بتروكيميائية، وقاعدة حيفا العسكرية المسؤولة عن الساحة البحرية الشمالية وهي القاعدة البحرية الأساسية في جيش العدو، ومطار حيفا حيث رصدت مخازن القبة الحديدية ومنصاتها وخزانات النفط. كما أظهرت اللقطات مدن وأحياء «الكريوت» الذي تبلغ مساحته نحو 20 كلم مربّعاً ويبعد عن الحدود اللبنانية 28 كلم.
صدمة العدو لم تقتصر على عدم توقف عمل المقاومة الاستطلاعي، وهو أمر خبره في الشهرين الماضيين، عندما وثّقت المقاومة بالصور أماكن انتشار قوات الاحتلال، خصوصاً المواقع المستحدثة. وصوّرت هذه المواقع قبل استهدافها وبعده، وإنما في الرسائل التي وصلت إلى المستويات السياسية والعسكرية والأمنية وإلى الجمهور في كيان الاحتلال. وهي رسائل يمكن اختصارها بالآتي:
- تقول المقاومة لجمهور العدو إن حكومتكم مسؤولة عن وقوع أي مواجهة كبرى، وعليكم الاستعداد منذ اللحظة لتقدير نوع الضربات التي تنوي المقاومة توجيهها في حال لجأ العدو إلى شن عمليات واسعة ضد لبنان، سواء من خلال حملة جوية أو عملية برية.
إذا كان نتنياهو يعتقد بأن حرباً مع لبنان ستشكّل طوق نجاة له بعد فضيحة 7 أكتوبر والفشل في غزة، فإن المقاومة تعدّ له حبل المشنقة التي ستقضي عليه

- تقول المقاومة لجمهور العدو إنه بعد الخلل الهائل في قدرة حكومتكم على التعامل مع نزوح نحو مئة ألف مستوطن من قرى في الشمال، سيكون من المستحيل بالنسبة إليها إدارة عملية تهجير لربع مليون شخص (عدد السكان في المقطع الذي عرضته المقاومة)، علماً أن عدد السكان في كل المنطقة الشمالية يتجاوز مليوناً ونصف مليون شخص. وهي نقطة بالغة الحساسية لدى جمهور العدو الذي لمس فشل الجبهة الداخلية في توفير أعباء عملية إيواء النازحين من المستوطنات الشمالية.
-رسالة المقاومة إلى قيادة العدو العسكرية والأمنية هي أن بنك الأهداف الذي يفترض أنه موجود منذ وقت طويل لدى المقاومة تمّ تحديثه، لجهة تثبيت ما هو موجود وإضافة ما استجدّ، خصوصاً على صعيد منظومات الدفاع الجوي، كما أن بنك الأهداف هذا واضح ومحدّد نقطوياً، والمقاومة تملك الأسلحة المناسبة لضربها، سواء من خلال المُسيّرات أو الصواريخ الموجّهة التي استُخدمت أو تلك التي لم تظهر إلى العلن بعد، والتي بيّنت تطورات الأسابيع الماضية عدم قدرة العدو على إحباط أي عملية أو تعطيلها.
- تؤكد المقاومة للقيادة السياسية أن فكرة الهروب من مأزق غزة إلى حرب واسعة مع لبنان ليست في مكانها، وفي حال كان بنيامين نتنياهو يعتقد بأن حرباً كبيرة مع لبنان يمكن أن تشكّل طوق نجاة له بعد فضيحة 7 أكتوبر وفشل الحملة على غزة، فإن المقاومة تعدّ له حبل المشنقة التي ستقضي عليه تماماً.
- تقول المقاومة لقيادات العدو ولجمهوره، وكذلك للجهات الدولية الراعية له، مسبقاً وعلناً، بأن لديها بنك أهداف واضحاً سيكون عرضة لضربات غير مسبوقة في حال لجأ العدو إلى حرب واسعة، أو حتى إلى توسيع نطاق اعتداءاته على مدنيين في لبنان. كما تؤكد المقاومة لجمهورها بأنها على استعداد تام لأي مواجهة واسعة محتملة مع العدو، وأن بمقدورها توجيه ضربات موجعة له متى تطلّب الأمر.
ولم يمض وقت طويل على مطالبة قيادات إسرائيلية للجمهور بعدم تداول فيديو الإعلام الحربي، حتى كانت وسائل الإعلام الرئيسية تعرض مقاطع وتنشر تعليقات لمسؤولين عسكريين سابقين ومحللين، ركّزت على «خطورة ما يملكه حزب الله وما يمكنه القيام به في حالة الحرب الواسعة»، وتصرّف الجميع على أن «ما يجري هو جزء من حرب نفسية قاسية». لكن أبرز التعليقات جاء على لسان المرجع الأمني – العسكري السابق غيورا ايلاند الذي قال إن «حزب الله أثبت أنه جيش متطوّر لا مثيل له». وتحدّث البروفيسور أميتسيا بارام لـ«معاريف» واصفاً «المشكلة الاستراتيجية الواسعة التي تضطر إسرائيل الآن إلى مواجهتها والتي لم نفكر بها من قبل». وأضاف: «يوضحون في الفيديو أنهم يعرفون كل نقطة مهمة في الشمال. والرسالة الكبيرة هي أنهم يحاولون تحذيرنا من بدء حرب شاملة لأنهم يعرفون أين توجد المنشآت الاستراتيجية الإسرائيلية التي يمكن تدميرها بسهولة». واضاف: «الآن فقط، مع بداية القتال في الشمال، أضاءت كل الأضواء الحمراء».


المُسيّرات تلاحق دبابات العدو ومواقعه
حلّ الهدوء النسبي على الجبهة الممتدة من جنوب لبنان نحو شمال فلسطين المحتلة، منذ السبت الماضي، مع قرار حزب الله تجميد عملياته لتمرير مناسبة عيد الأضحى.
وهكذا كان، إذ ملأت الحشود البلدات الحدودية، وأدّى مئات الأهالي صلاة العيد في مساجد بلداتهم، ما أثار غضب المستوطنين الإسرائيليين الفارين من المستوطنات الشمالية، والذين حمّلوا حكومتهم وجيشهم مسؤولية الفشل في السيطرة على المشهد العام وفرض عودة آمنة لهم. وعبّر المراسل العسكري للقناة 14 العبرية عن ذلك بأن حزب الله «أثبت أنه هو من يفرض الأجندة في المنطقة، وهو الذي سيحدد متى تشتعل ومتى لا تشتعل».
وامس، استأنفت المقاومة الإسلامية عملياتها، واستهدفت دبابة ميركافا داخل موقع حدب يارين ‏بمُسيّرة انقضاضية، كما استهدفت موقع الرمثا في تلال كفرشوبا وثكنة زبدين في مزارع شبعا.
ورداً على عملية الاغتيال ‌‏التي نفّذها العدو في بلدة الشهابية، شنّ حزب الله هجوماً جوياً بسرب من المُسيّرات ‏الانقضاضيّة على ‏مربض مدفعيّة تابع للكتيبة 411 (تابعة للواء النار 288) في نافه زيف، مستهدفةً نقاط تجمّع ‏ضبّاط العدو ‏وجنوده، و«أصابت أهدافها بدقّة وأوقعت فيهم إصابات مؤكدة، إضافة إلى اندلاع حرائق في الموقع».‏ ورداً على الاعتداء ‏الإسرائيلي الذي طاول بلدة البرغلية، وبعد رصد مجموعة جنود في ‏ميدان الرماية، استهدفهم مقاتلو حزب الله بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية «محقّقين إصابات ‏مؤكدة».