أنا العربي ولكن...
بقلم لينا وهب
أنا العربي ولكن.. ليت هناك قانونًا يجبرنا على التكلم باللّغة العربيّة الفصحى، فلقد أهملنا لغتنا كثيرًا إلى الحدّ الّذي أصبحنا نرى فيه التحدث باللّغة الأجنبية أسهل بكثير من التحدث بلغتنا الأم.
أمسكينة هي اللّغة العربيّة أم نحن المساكين الذين لم ندرك جمال التحدث بالعربيّة الفصحى؟!
إحمل موسوعة الأغاني لأبو فرج الأصفهاني، أو افتح على صفحة من صفحات نهج البلاغة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب، أو إقرأ صفحة من صفحات معجم لسان العرب لإبن منظور، أو افهم صفحة من سور القرآن الكريم، أو اكتب خواطرك ويومياتك باللّغة العربيّة الفصحى، افعل ما تشاء ولكن اجعل للّغة العربيّة الفصحى مكانًا على لسانك وفي حنايا الفؤاد، فليس لي أن آمركم يا أخوة العرب، ولكن ، للتواصل رونقٌ وأدبٌ فيه نحوٌ وبلاغة تنمّ عن فصاحة فارتقاء وعز وشرف تعلو بالإنسان قيمة وانتماء وأصالة لا يبلغها الجلب ، فلا تكونوا كالجلب بالانعتاق من روضة لغتكم ، لأجل اعتناق لغة الغرب أو لغة عربية مشوّهة ممشوجة بالحروف اللاتينية ورموز الحاسوب والانترنت.
هوية كلّ شعب لغته فلمَ نتخلى يا أهل العرب عن هويتنا؟ أفي الأمر عزٌّ إن تعرّى أحدنا من أصوله العربية؟ إن كان كذلك فما هو العز المرتجى؟ أم أنّنا أقل وعيًا وإدراكًا وفهمًا وذكاءً من أن نعرف أهميّة وقيمة لغتنا العربيّة الفصحى؟ لمَ لا نتخلى عن اللغة المحكية العامية ونعود للغة الأصالة والأجداد العربيّة الفصحى؟ أبنا من قصور لغوي أم الإهمال هو الّذي أبعدنا عن الاهتمام بذات لغتنا؟
أنا العربي ولكن.. يحتاج الأمر في كثير من الأحيان إلى التفكير مرتين لإدراك أن اللّغة العربيّة الفصحى تستطيع توحيد شعبنا العربي، لقد حاربونا بتشويه لغته الأمّ ، فلم نعد أمّة واحدة تتكلم لغة واحدة، وأمسينا نقول في القطر العربي الواحد لي بلدي ولكم بلدكم.
هذا الذي حصل للأسف، فسقطت فلسطين أرض محتلة دون معين يأخذ بيدها، لكي تنهض سيدة حرّة مستقلة، فسقطنا دولة تلوَ الأخرى ، لا أسياد ولا أحرار ، مرتهنين لباقي اللّغات والقوميات والسياسات.