دُويلة رياض سلامة

زياد العسل_خاصّ " لبنان الحدث" • ١٦ أغسطس ٢٠٢٣

دُويلة رياض سلامة 
زياد العسل_خاصّ " لبنان الحدث" 

يستغربُ المرء كيف يجرأُ البعض حتّى هذه اللحظة بالدّفاع المستميت عن رياض سلامة، فتارةً يخرجون لك بعبقرياتهم العابرة للقارّات حيث يقولون انّ تحميله المسؤولية دون سواه هو ظلم وجنون، وطورًا يصوّرونه في مقام النّاسك الزّاهد العابد الذي أُرغم على فعل ما لا يقوى على رفضه.

بالتّأكيد فسلامة ليس وحيدًا، فهو مستودع أسرار ومشاريع هذه المنظومة، ولكّنهُ حتمًا كان يدرك ما يفعل، بل كان المؤتمن والأمين على منظومة دمّرت البشر والحجر، ووفق تقرير "ألفاريز أند مارسال" فإنّ مبلغًا يزيد عن ٧٦ مليار دولارًا اميركيّ هو الخسائر الناجمة عن بدعة الهندسات المالية، وهي عمليًّا وبكلّ وضوح سرقة أموال المودعين بشكلٍ علنيٍّ، من خلال سوء امانة المصارف والسّياسيين، حيث انّ الطّرفين في" فيلم أميركيّ طويلٍ" واحد.

دويلة رياض سلامة تشمل القضاء والإعلام وغيره من بنى الدّولة، وهي مجموعة سخّرت البلاد لمشروعِ سرقة العباد وايصالهم إلى هذه اللحظة المفصلية التي يبدأ بها تراشق المسؤوليات والأكاذيب على مدار السّاعة لتحريف الحقيقة، ومجلس النّوائب الذي انتخبه "المشحّرين" الذين كانوا يعتقدون أن صوت أنينهم، بات اليوم مجلس سنّ قوانين منها "her cat, و capital control, وسواها من هندسات جديدة عبقرية صنعتها دويلة رياض.

ممّا لا شكّ فيه أننا لا نحمّل حاكم الجمهورية فقط مسؤولية ما حدث، قبل أن يطلّ عبقريٌّ يبدأ بشرح مظلوميته وروحه الأمّارة بالطّيبة، ولكن تقرير الفاريز اند مارسال، وموقف المجتمع الدولي و الاميركيين الذين دلّلوه لسنوات، باتَ واضحًا حيثُ أنهم باتوا يقولون الحقائق كما هي، بعد أن أدّى واجبه على أكمل وجه.

خلاصة الحديث أن دولة رياض سلامة التي أبكت النّاس قهرًا، باتت واضحة المعالم بكل تجلّياتها، ولكن المدهش هو ذاكرة هذا الشعب التي تمسحُ الأمسَ بسرعة، حتّى لو مٌسحَ جنى عمرها بأسره.