طلال سلمان المجهول

بقلم الدكتور مصطفى سليمان • ٢٧ أغسطس ٢٠٢٣

الاخ الكبير طلال، 
اسفا عليك..

والاخوة الاعزاء فيصل وعصام واحمد وهنادي واسامة.. وكل العائلة
واهل شمسطار وبدنايل وبعلبك والامة العربية واحرار العالم..
لكم العزاء.
عرفتك في بيتنا، قبل ان اراك، كنت مجهولا، شابا ممتازا، تكتب بقلم مميز، وحفيدا للعم ابي توفيق الاتات، صديق ابي، وهو من اعيان بدنايل..
كان ذلك في مرحلة العظيم عبد الناصر، حيث كان الكتاب كثرا، ومن ثبت قلة، بقيت على رأسهم.
وفي العام ١٩٦٦- ٦٧، بدأنا ارهاصات الحركة الطلابية في ثانوية زحلة الرسمية..
قمعتنا الادارة والشرطة، فدعانا الزميل محمد الشيخ السبلاني، ابن شمسطار، للنزول الى
 بيروت لمقابلة الصحافي الاستاذ طلال في نادي العروة الوثقى براس النبع، شارع عمر بن الخطاب..
وفي اول السبعينات ولدت السفير، "صوت الذين لا صوت لهم"
واتخذناها صوتنا، وكتبنا حتى حسبنا الكثيرون من اسرة التحرير..
وفي الثمانينات، عند نكبة الموظفين الاولى حيث صار الراتب الكبير اقل من ٥٪، مثل حال اليوم..
قرر الاستاذ صرف شكات باسم الكتاب المتطوعين، فعز على البعض قبضها وبقيت في الارشيف..
وفي اول الثمانينات ايضا، خرج الرئيس احمد بن بيللا من سجنه، فرحبنا به في باريس
وحملنا رسائل شفوية لصداقاته وثقاته الناصرية والقومية والاسلامية واولهم: 
طلال سلمان،
ابراهيم قليلات،
عبد الرحيم مراد،
السيد محمد حسين فضل الله،
نجاح واكيم،
مصطفى سعد،
كمال شاتيلا،
وعاصم قانصوه، الذي فتح له العلاقة بالرئيس حافظ الاسد،
وآخرين سقطوا بالاختبار..
وتعززت العلاقة في ايام حصار بيروت ومجازر صبرا وشاتيلا ١٩٨٢, وما بعدها، في "تجمع الهيئات الثقافية والاعلامية لدعم تحرير الجنوب وراشيا والبقاع الغربي" حتى انتفاضة ٦ شباط ١٩٨٤ وهزيمة جيوش الاحتلال الخمسة، الاسرائيلي والاميركي والانكليزي والفرنسي والطلياني، ومعهم العملاء المحليين برياسة امين الجميل.. وتحررت منهم بيروت حتى الدامور وفتح "طريق الكرامة" بعدما كنا ننتقل بين بيروت وبعلبك بالطائرة الى مطار عمان ثم عبر دمشق وبالعكس..
ولما كان طلال والسفير الصوت الاعلى والابرز كانت محاولة اغتياله في بيروت ١٩٨٤ على يد زبانية الريس ومعلميه.. وانجاه الله..
فكان له في كل بلدة وحي عرس ومهرجان وذبائح وزغاريد، من بيروت الى شمسطار..
ثم كان له عزائم وولائم وسهرات كثيرة..
احس الكل ان طلال ابن كل بيت..
وكذلك احس هو واهله..

كان قائدا بحق، لم يترك سلاحة حين القي السلاح على المزابل.. وخرج آخرون مع ملاعق الفضة والذهب وهربوها على الباخرة وتباهت نساؤهم بها في عمان وتونس، ثم استسلموا للعدو وما زالوا يشتغلون في حفظ امنه؟ ضد ثوار القدس والضفة..

كتب طلال بكل شجاعة قي قضايا الشعب وحرياته وحاجاته ومظلوميته، وفي كل القضايا العربية والعالمية وعلى رأسها قضية فلسطين وكان ينادي بالحرية والوحدة والأشتراكية، اهداف الامة العربية.
كان يأخذ بصدره او يمسح على ذقنه او يمسك بشاربه، عندما يشطح بعض الزملاء او تتسرب بعض الاخبار المفترية او المفتنة.. فيأخذ اجراء او يرد بجرأة، وكم استطاع بذلك ان يئد فتنة بين الاهل والجيران او في الحركة الوطنية او مع المقاومة، وان يخرس صوتا نشازا ظهر في الجريدة...
رحمك الله يا طلال، كم كنت شجاعا ووفيا.. 
حتى على فراش المرض في المستشفى كنت بجوار رفيق الصبا والدراسة، والجار في البلد، المهندس عبدالله يزبك -حيث تحادثا وتذاكرا- ثم سبقك بايام!
رحمكم الله وغفر لنا ولكم.