يعيش ساسة القوم في لبنان على كوكبٍ آخر، يمعنون في النّيل من هذا الشّعب، وكأنّ ما يحدث أشبهُ بتصفية حساب بعد ألفِ عامٍ من جرحٍ لم يلتئم بين متخاصمين.
هذا بالتّحديد ما ينطبقُ على الموازنة الأخيرة التي خطّتها أيادي لاعبي القمار في السّراي، وكأنّ الاحساس قد انعدم،فعوض أن تبادر حكومة ميقاتي في لبنان لمعالجة السياسات الخاطئة التي دمّرت البلاد والعباد، تراها تُمعنُ في الضّرائب، فالمنطقُ البشريُّ لا يقبلُ فكرة ارتفاع الضّرائب من 30% إلى 70%, هذا في ظلّ انهيار عملةّ وفقر مدقع وحالةٍ من انهيار قيمة الرواتب، فالظّاهرُ أن بعض الأثرياء القدامى او الجدد من مشاهدي "ومطروبي" عمرو دياب، قد دفعت الحكومة للاعتقاد انّ الشعب يملك من الثروات في غرف النوم "بيت المونة"، ما يكفي لدفع هذه الأضعاف المضاعفة، ويأتي معطوفُا على ذلك حرمان القوى المسلحة 439 مليارًا كبدل تجهيزات، وغيره من الضّرائب على مواطن لبنانيٍّ، بات الذهاب لعمله هو نوعٌ من أنواع السياحة والاستجمام.
شهود زورٍ كثر يراقبون بامعان كيفية تدمير النّفسية اللبنانية، وقهر الشعب الذي كانت سفرتهُ مدعاةً للتّأمل بتنوعها، وقد أصبحت لما استطاع إليه سبيلا، أو الذي بات إصلاح عطلٍ في سيّارته يساوي راتب مدير عامٍ في وزارة "مهترئة ". فكيف تفكّر هذه الحكومة التي تعيش خارج معاناة هذا الشّعب ويوميّاته؟
ربما لم يقف ميقاتي وحكومته يومُا على الرصيف بانتظار الحافلة، أو تأخّروا لشراء ربطة خبز نتيجة مهرجان المنتظرين، أو "تمرمغوا قهرُا لانتظار حبّة دواء"، ولكنّ هل يفعلُ الضّربُ شيئُا بميّت؟ وهل يسمعُ الصّوت من صمّ أذنيه وأطفأ ما تبقّى لهُ من ضمير؟.